اكتشف مكسبك السري

* اكتشف مكسبك السري لعلك لاحظت أن السلوك البشري شديد التعقيد، فجميعنا نكافح في تلك المشكلة المتمثلة في معرفة ما يجب عمله، ومع ذلك، لا نفعل شيئًا.

وكلنا لدينا الرغبة في فعل الصواب، دون القدرة على تنفيذ المطلوب، وتعتبر هذه الحرب الداخلية هي السمة المميزة للعجز والاستنزاف، حيث يصف عالم النفس التنموي في جامعة هارفارد د. روبرت كيغان حالة المرء عالقا بمحاولة قيادة السيارة مع وضع قدميك على دواستي البنزين والمكابح في آن واحد، إذ تشبه نواياك الحسنة حالتك وانت تضغط إحدى قدميك على دواسة البنزين في حين تضغط الأخرى المعاكسة على المكابح، وكأننا نسرع من محرك السيارة، ولا نبرح مكاننا في الوقت نفسه، وبالرغم أننا على دراية جيدة بسلوكنا المحير، ونتوق بعمق للخروج من تلك الدوامة، وبما أنك شجاع بما يكفي للاعتراف بوجودك عالقا في منطقة ما من حياتك، فلا بد من احترام شجاعتك وإبلاغك بأن تطور النمو خلال كل مرحلة من المهد إلى اللحد يتعلق أساسا بالتوتر المستمر والمتطوّر بين دافعنا لحماية الذات واندفاعنا نحو التطور الذاتي. فهذا التوتر بين الحماية والتطوّر، والقيود والإمكانيات هو جوهر الأمل في حد ذاته، فإذا كنا جميعًا دفاعيين ومقيدين وعالقين، فلا وجود للأمل.

إذا توجّهنا نحو التطور واستغلال الإمكانيات والنمو غير المحدود فلا داعي للأمل، وحين ننخرط في هذا الصراع بين الحماية والتطور فإننا في الواقع نصبح الأمل بعينه. لكن العديد يبدو غير مستعدا لإجراء مكاشفة صادقة حول ما يعيق تقدمهم، ويخجلون من كونهم ليسوا جيدون كفاية أمام محاولاتهم، رغم أن نقائصنا هي هدايانا الداخلية التي تبرز أنفسنا غير الكاملة ومستوى قبولنا لذاتنا، وهناك المزيد من الهدايا السرية والمكافآت اللا شعورية التي تحفزك على البقاء عالقا في مكانك بالضبط، وتطلعك على حالتك وتبرز لك هويتك.

وعندما تتمكن من فحص دوافعك وتحيزاتك بقبول شديد للذات، فإن قدرتك ستتوسع على حشد طاقاتك لتحقيق أحلامك، فالجميع بمن فيهم أنت يتلقون مكافآت من السلوكيات غير الصحية، ولأجل التخلص مما يعيقك، فمن المهم إجراء جرد صادق لسلوكياتك، فالخجل من نفسك واختياراتك لا طائل منه، وعندما تراقب سلوكياتك بفضول، فسيصبح من السهل أن ترى فوائدها، لأن فهم وظيفة السلوك هو مفتاح تغييره، وقد يظهر دائما شخص متشكك ليقول؛ هل من المفترض أن أعتقد حقا أن هناك فوائد صحية لكوني مماطلا وكسولا؟ وسيكون الجواب؛ أكيد، لأن أدمغتنا مصممة من أجل البقاء على قيد الحياة وليس صنع السعادة.

ويُعد البقاء عالقا بمنزلة استخدام فعّال للموارد عندما يكون الهدف هو البقاء على قيد الحياة، ولكنه يصبح مشكلة عندما يكون هدفك هو الإنتاجية، ولهذا فإن فهم مزايا البقاء عالقا هو الخطوة الأولى نحو التغيير، وبقاءك عالقا هو وسيلة لبقائك مرتاحا، فإذا كنت قلقا من أن تؤدي التغييرات لزعزعة وضعك الراهن فسوف تستثمر من دون وعي في البقاء عالقا.

LamaAlghalayini@

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-05-03T14:10:51Z dg43tfdfdgfd