المحتوى التفاعلي.. حقبة جديدة في الكتابة والتسويق

المحتوى التفاعلي نمط جديد من الكتابة والمحتوى بشكل عام، وُلد من الرغبة في ‏مواكبة التحولات المتواترة التي تحدث بالمشهد التقني والعولمي بشكل عام، ‏فضلًا عن كون هذه النوعية من المحتوى تأتي متناغمة مع تبدلات أنماط ‏المستهلكين ورغباتهم وأهوائهم.‏

وعلى أي حال المحتوى التفاعلي مدفوع دومًا بالرغبة في تشجيع الجمهور بشكل ‏نشط على التفاعل مع المحتوى الذي يستهلكونه. قد يكون ذلك بسيطًا مثل: ‏مشاركة الأسئلة في ندوة مباشرة عبر الإنترنت، أو استخدام أداة معينة أو حتى آلة ‏حاسبة لإجراء بعض العمليات الحسابية الشيقة، أو المشاركة في اختبار ما.‏

يتسم هذا المحتوى كذلك بميزة أخرى، وهي الديناميكية، فمعظم ‏المحتوى “ثابت” (على سبيل المثال: منشورات المدونات التقليدية والرسوم البيانية ‏ومقاطع الفيديو وما إلى ذلك)، لكن المحتوى التفاعلي يكون ديناميكيًا؛ لأنه يتعين ‏على المستهلكين التفاعل معه من أجل المضي قدمًا.‏

أهمية المحتوى التفاعلي ومزاياه

ينطوي المحتوى التفاعلي على ميزة كبرى؛ لأنه يشرك الجمهور ويجذبه بشكل ‏أعمق؛ ما يوفر له تجربة أكثر تخصيصًا. ومن خلال السماح للمستخدمين ‏بالمشاركة بنشاط في المحتوى تعزز العناصر التفاعلية عملية التعلم ‏وتجعلها فريدة لا تُنسى.‏

يوفر المحتوى التفاعلي أيضًا بيانات ورؤى قيّمة حول سلوك المستخدم ‏وتفضيلاته؛ ما يسمح للشركات بتصميم جهودها التسويقية وتحسين استراتيجيتها ‏العامة. بشكل عام هو يعد أداة قوية لزيادة المشاركة وتحسين نتائج ‏التعلم.

لا يقتصر الأمر على الصحافة بطبيعة الحال فنحو 62% من المسوقين في مجال ‏B‏2‏B‏، بحسب موقع ‏DemandGen، يستخدمون المحتوى التفاعلي بالفعل، كذلك ‏يكتسب المحتوى التفاعلي تفاعلًا أكبر بمرتين من المحتوى الثابت. ‏

و ذكر 77% من المسوقين أن المحتوى التفاعلي له قيمة “قابلة لإعادة الاستخدام”، ‏وهذا يعني، بحسب معهد تسويق المحتوى، تكرار الزيارات والتفاعلات المتعددة ‏مع العلامة التجارية.‏

وأشارت إحصائية موقع ‏MarketingCharts‏ إلى أن 43% من المستهلكين يفضلون ‏محتوى الفيديو التفاعلي على الأنواع الأخرى؛ لأنه يمنحهم القدرة على تحديد ‏المعلومات التي يريدون مشاهدتها، ومتى يريدون مشاهدتها. ‏

ولكن بصرف النظر عن هذه الإحصائيات نوضح في “رواد الأعمال” أهمية ‏استخدام المحتوى التفاعلي، وذلك على النحو التالي..‏

  • فهم تفضيلات المستهلك

يوفر المحتوى التفاعلي منجمًا ذهبيًا لبيانات المستهلك التي يمكنك الاستفادة منها ‏في رؤى قابلة للتنفيذ فيما يتعلق بجمهورك المستهدف. على سبيل المثال: هل يتمتع ‏المستخدمون لديك بمعدل تفاعل أعلى مع استطلاعات الرأي أو الاختبارات؟ هل ‏يتفاعلون مع شركتك عبر تطبيقات الهاتف المحمول أو موقع الويب الخاص بك؛ أو ‏حسابات الوسائط الاجتماعية؟

حتى لو كان المحتوى التفاعلي الخاص بك مصممًا في المقام الأول لأغراض ‏التسويق فإنه يمكن أن تنتج عنه مجموعة من نقاط البيانات المفيدة حول أنماط ‏سلوك المستهلك وتفضيلاته بشكل عام.‏

  • زيادة الوعي بالعلامة التجارية

يمكنك استخدام المحتوى التفاعلي لتحقيق مجموعة واسعة من الأهداف: بناء الوعي ‏بالعلامة التجارية، وتثقيف المشترين في منتصف المسار، وتوليد تفاعل متزايد.. ‏وما إلى ذلك.‏

‏ ولكن في خضم حالات الاستخدام العديدة لا تغفل عن قوة المحتوى التفاعلي ‏لتحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين موالين للعلامة التجارية الخاصة بك ‏ومنتمين لها.‏

في الواقع وجدت إحدى الدراسات أن المحتوى التفاعلي يحول المشترين إلى ‏عملاء دائمين بنسبة تصل إلى 70% من الوقت؛ أي ما يقرب من ضعف المحتوى ‏العادي؛ لأنه يتطلب مشاركة المستخدم.

واستفادت شركات مثل: سيفورا، وايكيا، وفيسبوك من الواقع الافتراضي ‏والمعزز، إلى جانب مجموعة متنوعة من العناصر التفاعلية الأخرى؛ لزيادة ‏الوصول ورفع معدلات النقر إلى الظهور. ‏

  • تعزيز الإبداع

إذا كنت تدير شركة صغيرة وتتنافس مع نظراء أكبر فإن الإمكانات الإبداعية ‏للمحتوى التفاعلي توفر لعلامتك التجارية ميزة فريدة. ‏

وفقًا لروبرت روز، كبير مستشاري الإستراتيجية في معهد تسويق المحتوى: “إذا ‏كنت شركة صغيرة الأعمال فاعلم أنه يمكنك التنافس مع بعض أكبر منافسيك ‏باستخدام المحتوى التفاعلي”.

ومع ذلك فإن الطريقة الوحيدة التي ستحقق بها النجاح هي إنشاء تجربة ‏مثيرة للاهتمام لا يمكن أن تأتي إلا من خلالك وليس عن طريق تقليد شخص آخر.‏

والخبر السار هو أن فرص الإبداع لا حدود لها تقريبًا؛ إذ يمكنك إضافة عناصر ‏تفاعلية إلى تطبيق الهاتف المحمول الخاص بك، ونشر اختبارات على حسابات ‏الوسائط الاجتماعية الخاصة بك، وتقديم ندوات مباشرة عبر الإنترنت لتثقيف ‏العملاء المحتملين حول فوائد منتجك أو خدمتك… والقائمة تطول. ‏

الصحافة التفاعلية

جاءت الصحافة التفاعلية كنتيجة للمخاوف من اندثار الصحافة في شكلها التقليدي، ‏إنها محاولة للإجابة عن السؤال: كيف سيتمكن ناشرو الصحف من البقاء على قيد ‏الحياة خلال السنوات العشر القادمة؟

لسنوات عديدة كان الناشرون غافلين عن أي نوع من الإمكانيات الرقمية، ناهيك ‏عن نماذج الدفع المناسبة لمنتجاتهم. ‏

وعلى الرغم من أن كل الصحف تقريبًا اليوم متواجدة على الإنترنت؛ من خلال ‏موقع ويب أو مدونة، فإنها تستخدم فقط “قمة جبل الجليد” مما يمكن أن توفره ‏شبكة الويب اليوم فيما يتعلق بالفرص.‏

يمكن للصحافة التفاعلية أن تكون خطوة أخرى في العصر الرقمي لم يتخذها سوى ‏عدد قليل من الصحف المبتكرة؛ فهي بحكم تعريفها نوع جديد من الصحافة يسمح للمستهلكين ‏بالمساهمة المباشرة في القصة؛ من خلال تقنيات الويب المختلفة.

وأدى الوجود العالمي المتزايد المستمر للإنترنت إلى إنشاء هذا النوع من الصحافة ‏الذي لا يسمح فقط بإبداء الرأي، بل أيضًا بالحوار بين المراسل والمستخدم. ‏

لكن أمثلة الصحافة التفاعلية ليست فقط التعليقات والمناظرات في إطار النصوص ‏الصحفية على مواقع الصحف أو المدونات الصحفية التي كتبها أشخاص لم يتلقوا ‏تعليمًا صحفيًا كلاسيكيًا بل تحتوي المقالة التفاعلية النموذجية أيضًا على عناصر متعددة الوسائط مثل: مقاطع ‏الفيديو أو الرسوم المتحركة أو الأصوات أو الألعاب المصغرة.

بشكل عام هي لا ‏تؤدي إلى زيادة عامل الترفيه للمنتج فحسب، بل تنتج فهمًا أفضل ‏للحقيقة من خلال التصور وتؤدي إلى حفظ أفضل للمحتوى.‏

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-05-01T17:15:27Z dg43tfdfdgfd