العمل التطوعي وأهميته.. سبيلك للسلام النفسي والتطور المهني

مع الحياة المزدحمة، قد يكون من الصعب العثور على وقت للعمل التطوعي رغم أهميته، ويقدم العمل التطوعي مساعدة حيوية للمحتاجين، والقضايا الجديرة بالاهتمام، والمجتمع.

يمكن أن يساعد التطوع أيضًا في حماية صحتك العقلية والبدنية، وتقليل التوتر ومكافحة الاكتئاب؛ فالتطوع قصير أو طويل المدى يحسن صحتك وسعادتك. كما أنه يساعدك على تكوين صداقات، وتعلم مهارات جديدة، والنهوض بحياتك المهنية.

ارتفاع شعبية العمل التطوعي خلال السنوات القليلة الماضية

في الواقع، هذه الفوائد هي التي يمكن أن تفسر جزئيا ارتفاع شعبية العمل التطوعي على مدى السنوات القليلة الماضية. وبحسب التحليلات فإنه خلال الفترة 2012-13، قال 29 % من البالغين في إنجلترا، المملكة المتحدة، إنهم تطوعوا رسميًا مرة واحدة على الأقل في الشهر.

في المملكة المتحدة، تظهر الأرقام أن 2.9 مليون شخص في الفئة العمرية من 16 إلى 25 عامًا تطوعوا خلال عام 2015، مقارنة بـ 1.8 مليون شخص في عام 2010، وهي زيادة نسبتها تصل إلى 50 %.

ووفقًا لتقرير أمريكي حديث عن المشاركة المدنية والتطوع، تطوع الأمريكيون لما يقدر بنحو 5.8 مليار ساعة في الفترة المشمولة بالتقرير لمدة 12 شهرا؛ إذ وجد المعهد الأسترالي للصحة والرعاية أن المتطوعين ساهموا بما يقدر بنحو 596.2 مليون ساعة للمجتمع في عام واحد.

وأفادت الإدارة الحكومية للرقمية والثقافة والإعلام والرياضة بالولايات المتحدة أن 30 % من المستجيبين في آخر مسح للحياة المجتمعية شاركوا في التطوع الرسمي خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

في الوقت الحالي، يبلغ متوسط قيمة ساعة العمل التطوعي 29.95 دولارًا. ويساهم الأمريكيون بنحو 200 مليار دولار من وقتهم من خلال التطوع، وهو ما يوضح الأهمية الحقيقية للمتطوعين في المنظمات غير الربحية؛ فالعمل التطوعي جزءًا حيويًا من بناء المجتمع.

لماذا العمل التطوعي مهم؟

العمل التطوعي مهم لأنه يقدم مساعدة أساسية للقضايا الجديرة بالاهتمام والأشخاص المحتاجين والمجتمع الأوسع؛ إذ تعتمد العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية على سخاء المتطوعين الذين غالبًا ما يتم تمويلهم جزئيًا فقط من خلال الحكومة أو المجالس المحلية، ولا يمكنهم دفع رواتب جميع موظفيهم.

لا يجب أن يسيطر العمل التطوعي على حياتك ليكون مفيدًا؛ إذ تظهر الأبحاث أن ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط في الأسبوع، أو حوالي 100 ساعة في السنة، كافية لتحقيق الهدف من التطوع. وعندما يتأثر المجتمع بكارثة طبيعية، يكون المتطوعون جزءًا حيويًا من إدارة الاستجابة للطوارئ.

فوائد العمل التطوعي

كلما تطوعت أكثر، كلما زادت الفوائد التي ستجنيها من ذلك؛ فالتطوع يحسن من صحتك وسعادتك بشكل عام، لذلك، دعونا نلقي نظرة فوائد العمل التطوعي:

1- التطوع يربطك بالآخرين

التطوع في المجتمع المحلي هو طريقة مهمة للقاء أشخاص جدد، وواحدة من أفضل الطرق لتكوين صداقات جديدة وتعزيز العلاقات القائمة على الالتزام بنشاط مشترك.

واحدة من الفوائد الأكثر شهرة للعمل التطوعي هي التأثير على المجتمع؛ إذ يسمح لك التطوع بالاتصال بمجتمعك وجعله مكانًا أفضل. وهو طريقة مثالية لمقابلة أشخاص جدد وتكوين صداقات جديدة.

2- التطوع جيد للصحة العقلية والجسدية

يوفر العمل التطوعي العديد من الفوائد لكل من الصحة العقلية والبدنية؛ فهو يزيد من الثقة بالنفس واحترامك لذاتك ورضاك عن الحياة. كما يمكن أن يمنحك دورك كمتطوع أيضا شعورًا بالفخر والهوية؛ فكلما كان شعورك أفضل تجاه نفسك، كلما زاد احتمال أن يكون لديك نظرة إيجابية لحياتك وأهدافك المستقبلية.

الحد من خطر الاكتئاب هو فائدة مهمة أخرى للعمل التطوعي، فأحد عوامل الخطر الرئيسية للاكتئاب هو العزلة الاجتماعية، لأنه يبقيك على اتصال منتظم بالآخرين ويساعدك على تطوير نظام دعم قوي، والذي بدوره يحميك من التوتر والاكتئاب عندما تمر بأوقات صعبة.

ووجدت أبحاث أجرتها جامعة كارنيجي في 2013 أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا والذين تطوعوا بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بغير المتطوعين.

وكشفت دراسة أجريت عام 2013 أيضًا من مجموعة يونايتد هيلث ومعهد أوبتوم لأكثر من 3300 بالغ أمريكي أن 76 % من المتطوعين في الولايات المتحدة قالوا إن التظوع يجعلهم يشعرون بصحة جسدية أفضل. وقال حوالي 25 % إن التطوع كان مهمًا في مساعدتهم على إدارة حالة صحية مزمنة.

3- تطوير الحياة المهنية

يمنحك التطوع الفرصة لممارسة المهارات المهمة المستخدمة في مكان العمل، مثل:

– العمل الجماعي.

– التواصل وحل المشكلات.

– تخطيط المشاريع وإدارة المهام والتنظيم.

في سوق العمل التنافسي بشكل متزايد، يمكن أن تكون تجربة العمل التطوعي مفيدة؛ إذ ستنعكس لأصحاب العمل صورة عن أنه يمكنك أخذ زمام المبادرة، وأنك على استعداد لإعطاء وقتك الخاص لتحسين العالم لأشخاص آخرين. كما يوفر لك العمل التطوعي الفرصة لتجربة مهنة جديدة دون الالتزام على المدى الطويل.

4- التطوع يجلب المرح لحياتك

العمل التطوعي هو طريقة ممتعة وسهلة لاستكشاف اهتماماتك وشغفك، ويمكن أن يكون القيام بالعمل التطوعي الذي تجده مفيدًا ومثيرًا للاهتمام هروبًا مريحًا ونشطًا من روتينك اليومي في العمل أو الالتزامات العائلية؛ إذ يوفر لك العمل التطوعي أيضًا إبداعًا متجددًا وتحفيزًا ورؤية يمكن أن تستمر في حياتك الشخصية والمهنية.

5- بناء الثقة بالنفس واحترام الذات

يساعد فعل الخير للآخرين والمجتمع على خلق شعور طبيعي بالإنجاز؛ ما يساعد على تعزيز ثقتك بنفسك بشكل أكبر؛ إذ يساعدك التطوع على:

– الشعور بتحسن تجاه نفسك، والذي يمكنك بعد ذلك العودة إلى روتينك “العادي”.

– خلق نظرة أكثر إيجابية لحياتك وأهدافك المستقبلية.

وقالت دراسة أُجريت عام 2017 من جامعة ميسوري وجامعة بريغهام يونغ شملت ما يقرب من 700 شخص تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عامًا كيف أثرت مشاركة الآخرين ومساعدتهم وتهدئتهم على الثقة بالنفس؛ إذ وجدت الدراسة أن السلوكيات الإيثارية قد تثير بالفعل مشاعر المراهقين بقيمة الذات، وأن المراهقين الذين ساعدوا الغرباء أبلغوا عن ارتفاع احترام الذات بعد عام واحد.

6- يساعدك التطوع على نسيان مشاكلك الخاصة

تتمثل إحدى الفوائد الأخرى للعمل التطوعي في أن التركيز على الآخرين يمكن أن يساعدك على صرف انتباهك عن الأفكار السلبية ويساعد على وقف التفكير السلبي، وغالبا ما ينطوي العمل التطوعي على مساعدة المحتاجين.

أين تجد فرص التطوع؟

هناك مجموعة شهيرة من الأماكن التي يمكنك التطوع بها لتحقيق الفوائد التي تم ذكرها سابقًا، ومن أهم هذه الأماكن:

  1. – المسارح المجتمعية والمتاحف والآثار.
  2. – المكتبات أو المراكز العليا.
  3. – منظمات الخدمات مثل نوادي الليونز أو نوادي الروتاري.
  4. – ملاجئ الحيوانات المحلية أو منظمات الإنقاذ أو مراكز الحياة البرية.
  5. – منظمات الشباب والفرق الرياضية وبرامج ما بعد المدرسة.
  6. – الترميمات التاريخية والحدائق الوطنية ومنظمات الحفظ.
  7. – أماكن العبادة مثل المساجد أو الكنائس أو المعابد اليهودية.
Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-05-02T07:02:57Z dg43tfdfdgfd